عجز الحق ومات العدل !!!

إذا سألنا أي إنسان عن الحق ، فسيذهب ذهنه مباشرة إلى العدل حسب بنود القانون الموضوع ، والذي يراه أنه هو الحق ، وأنه بدوره يحفظ حقوق الناس …
أما إذا اقتربنا إلى الكتاب المقدس لنفتش عن الحق ، سنجده مختلف تماماً عن الحق المدني والقانون البشري ، فلن نجد أبداً الحق القانوني الذي يتبادر إلى الذهن بل نجد الحق هو : المسيح – له المجد – شخصياً !!!
أي أن الحق هو الإله المتجسد الذي أعلن الحق بتجسده :
+ ” لأن الناموس بموسى أعطي أما النعمة و الحق فبيسوع المسيح صارا ” (يو 1 : 17)
+ ” قال له يسوع أنا هو الطريق و الحق و الحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي ” (يو 14 : 6)
وقد أعطانا الشركة في هذا الحق ، عندما نسلك حسب هذه المحبة : ” الذي رأيناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا و أما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع ابنه يسوع المسيح ” (1يو 1 : 3) …
فقد نقل يسوع بحياته ثم بالتعليم والممارسة ، قوة الحق ، وفيض الحب لكل من يقرب إليه ، فالحق هو شخصه الذي يعطي حياة لكل من يأتي إليه : ” و نعلم أن ابن الله قد جاء و أعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق و الحياة الأبدية ” (1يو 5 : 20)
فالحق لا ينفصل عن الحياة ، والحياة تنبع من الحق ، وهذا هو الحق ، المسيح كلمة الله ؛ فهو من أقام الأموات ، وشفى المرضى وكل ضعف في الشعب وإلى الآن يجول يصنع خيراً على وجه الأرض بطولها وعرضها ، معلناً الحق الإلهي المعطي حياة لا تزول ، معطياً الإنسان المريض والمتعب حق إلهي يفوق كل حق أرضي ، لأن الحق الذي من الأرض لم يكن بقادر أن يحفظ العدل بين الناس !!!
بل ولم يكن له القدرة على أن يعين ضعف البشرية ، أو يقيمها من أوجعاها أو يقيم أحد من الموت ، أو يبدل روح الخصومة التي أصابت البشرية وفككتها إلى شعوب وأفراد يبغضون بعضهم البعض ، ويقاضون بعضهم البعض، حتى صاروا هم أنفسهم غير خاضعين للقانون الذي اتفقوا عليه واعتمدوا نصوصه !!!
فالحق الذي حسب بنود الأرض والقانون أصبح عاجزاً أمام الإنسان ، لا يحفظ سوى حق من يتلاعب به!!!
أما يسوع فسيظل الحق المطلق المعلن عدل الثالوث القدوس ، الذي هو عدله عدل المحبة ، فيسوع المسيح له المجد هو الإله الحي في أعماق النفس التي تقبله ، فيصنع منزلاً في القلب ليكون مقر سكنى الثالوث القدوس :
” إن أحبني أحد يحفظ كلامي و يحبه أبي و إليه نأتي و عنده نصنع منزلا (يو 14 : 23)
فيسوع هو الحق وهو ذاته الإله الحي الذي قام من القبر معلناً خلود المحبة ومجد الإنسان هنا وفي حياة الدهر الآتي ، هذا هو الذي له المجد والكرامة مع أبيه الصالح والروح القدس ، الثالوث القدوس المساوي ، الإله الواحد الوحيد .